الصفحة الرئيسة لموقع الدكتور عمر الطالب

 

عبـد الخالـق الشعـار حياتـه وشعـره

دراسات موصلية - العدد السابع - تشرين الأول 2004

بقلم الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب

 

الملخص:

ولد عبد الخالق طه الشعار في الموصل من أبوين موصليين وكان والده موظفاً انتقل إلى البصرة وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها. ودرس في بيروت الدراسة الإعدادية ودخل كلية الحقوق ببغداد عام 1937 وشغل عدة مناصب منها معاون لجنة تسوية الأراضي في الموصل وانضم الى الندوة العمرية عام 1948 التي أقامها ناظم العمري في داره ويعد عبد الخالق طه في طليعة الشعراء الرومانتيكين الجدد في الموصل ففي شعره اهتمام بالطبيعة واسقط مشاعره الخاصة عليها وقد تأثر بشعر خليل مطران والرومانتيكية الفرنسية ويمتاز شعره بالسلاسة والقوة والمتانة ويعبر عن تجربة حب صادقة وصوره الشعرية جميلة.

وله شعر في الاخوانيات ويميل في بعض قصائده الى الكلاسيكية الجديدة ويلجأ الشاعر الى الأوزان الخفيفة احياناً وشعره في الرثاء يقطر آسى كما في رثائه لأحد أعضاء الندوة العمرية إسماعيل حقي فرج وله شعر قومي ووطني ثم انتقل من الموصل  إلى محافظات أخرى إلى ان وافاه الآجل بعد أحالته على التقاعد ومات في البصرة، وعائلة الشعار مشهورة في الموصل وفيها أكثر من شاعر ولم يجمع شعره في ديوان وتبعثر في الصحف والمجلات.

 

مقدمة

لقد ازدهر الشعر في الموصل منذ عصور بعيدة. وظهر فيها شعراء كبار مثل احمد القادري الموصلي وياسين بن محمود المفتي الموصلي (ت 1135هـ) وسليمان الجليلي واحمد بن محمود الفخري وعبد الباقي العمري (1204-1278) وعبد الغفار الاخرس (1225-1290هـ) ومحمد امين العمري (ت 1203) وصالح السعدي (ت 1245هـ) والحيائي الجليلي (ت 1278هـ) وعثمان الموصلي (ت 1271هـ) وعبد الله باشعالم وملا حسين البزاز واحمد عزت الفاروقي وغيرهم كثير.

وظهرت اتجاهات مختلفة في الشعر بعد ان انتعش بعض الانقلاب العثماني وإعلان الدستور عام 1908 وظهر الاتجاه الوطني بارزاً الى جانب الاتجاه الديني. الداعي الى الاستقلال حيناً والى الإصلاح حيناً آخر وكان مرتبطاً بالقومية والدين ارتباطاً واضحاً . وظهرت المعارضة الشعرية واضحة في شعرهم فضلاً عن التشطير والتخميس والموشحات وشعر الحنين الى الموصل لدى الشعراء الذين ابتعدوا عنها لعمل او مصلحة ولجأ بعض الشعراء الى تنويع القافية لخلق نوع من التغيير الإيقاعي ليناسب الحالة المعروضة في القصيدة. وانتشر الشعر العامي في المدائح النبوية والمواليد والمآتم كما في شعر السيد حامد عبد المجيد الراوي، وأبدع من نظم الشعر العامي الموصلي عبد الجبار الجومرد وهو شعر ساخر ممتع لم ينشره ورثته بعد.

واغرم شعراء هذه الفترة بتأريخ الحادثة سواء أكانت تهنئة ام مناسبة مفرحة او محزنة. وانتشر الوصف ومدح أولياء الأمور والتهاني على المناصب والوظائف والمناسبات، وشاع شعر المزاح ومدح الملوك كما في شعر محمد جيب العبيدي الى جانب الرثاء والدعوة الى التخلص من السيطرة الأجنبية. وقد طالت في هذه الفترة قصائد الرحلات والاخونيات والدعوة الى اتحاد العرب والمساجلات وسخروا بالعيوب الاجتماعية كالوساطة والرشوة والمظاهر...وبدأ الاهتمام بالصياغة الشعرية والتصوير واخذ الغزل والجنس والحب طابعاً واقعياً في الوقت الذي ازدهرت فيه الرومنتيكية وأخذت الواقعية حيزاً كبيراً من الشعر ووقف الشعراء الى جانب الفقراء مع ظهور الأحزاب العلنية والسرية ووقفوا ضد التسلط والقهر. وظهر شعر التأمل والتفلسف ومناجاة الذات الإلهية. وفي النصف الثاني من القرن العشرين تداخل الشعر العمودي بالشعر الحديث (الحر). وامتزج بالمونولوج والحوار والتداخل وبرز عدد غير قليل من الشعراء درست منهم في كتابي (الشعر في الموصل) (مخطوط) أربعين شاعراً لعل أبرزهم إسماعيل حقي فرج وعدنان الراوي وعبد الخالق الشعار ومحمد حبيب العبيدي ومحمود الملاح ومحمود المحروق وعبد الحليم اللاوند وذنون يونس الاطرقجي وغربي الحاج احمد ويوسف الصائغ وبشير مصطفى وهاشم الطعان ومن الشباب، امجد محمد سعيد معد الجبوري وعبد الوهاب اسماعيل وسالم الخباز وعبد المحسن عقرواي وغيرهم وقد ظهرت (الندوة العمرية) في الموصل بين عامي 1946-1949 برعاية رئيس محاكم الموصل ابراهيم الواعظ في دار (ناظم العمري ويحضرها من الشعراء اسماعيل فرج وعبد الخالق الشعار وذنون الشهاب ومحمد سعيد الجليلي ونعمة الله النعمة . وكان عبد الخالق الشعار أعذبهم شعراً وأرقهم ديباجة وحضر الندوة العمرية كل من أيوب صبري الخياط، وداود الجلبي وصديق الجليلي ورشيد الخطيب وصديق الدموجلي ومحمود مفتي الشافعية وخير الدين العمري ويحيى نزهت ومحمد صدقي سليمان ومجدي النائب ومحمد الجليلي واحمد الجوادي ومصطفى الصابونجي وشريف الدباغ وصالح حديد وغيرهم من وجهاء الموصل وكان الشاعر المجدد بين الشعراء الذين انتظمتهم الندوة العمرية عبد الخالق الشعار بما كان يملكه من تدفق شعري وميل الى الرومانتيكية حتى انه تفوق في شعره على اسماعيل حقي فرج الذي كان يعد بعد الحرب العالمية الثانية ابرز شعراء الموصل.

 

عبد الخالق طه الشعار 1920-1985

موصلي الابوين، بصري المولد والنشأة، طائي القبيل اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في البصرة والثانوية في بيروت، دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها عام 1937. شغل مناصب عدة منها معاون لجنة تسوية الاراضي في الموصل، حيث انضم الى الندوة العمرية التي كانت تجتمع في دار ناظم العمري، ومن اعضائها ابراهيم الواعظ، واسماعيل حقي فرج ونعمة الله النعمة وذنون الشهاب ومحمد سعيد الجليلي وايوب صبري الخياط. وذلك في مطالع عام 1948.

عبد الخالق طه والشعر: يعد عبد الخالق طه من طليعة الشعراء الرومانتيكين الجدد في الموصل حيث اننا نلمس في شعره الاهتمام بالطبيعية واسقاط مشاعره النفسية عليها، فهي طبيعة عابسة عاصفة اذا كان الشاعر مهموماً حزيناً تعكس انفعالات الشاعر الحزينة، وهي طبيعة جميلة جذابة مبتسمة مشرقة بأريج الربيع تعكس ما فيه نفسه من فرح وسعادة، حالة كونه سعيداً، ان امتزاج الطبيعية حالة اساسية في الشعر الرومانتيكي الغربي انتقل الى الأدب العربي الرومانتيكي مع مطالع دخولها في شعر خليل مطران الذي تأثر بالرومانتيكيه الفرنسية وشعراء المهجر وشعراء مدرسة الشعر الجديد- شكري والعقاد والمازني- الذين تأثروا بشعراء البحيرة من الرومانتيكين الانكليز وانتهاء بمدرسة ابولو.وكثيراً ما تمتزج الطبيعة بأحاسيس الحب والعواطف وترتدي المحبوبة ثوب الطبيعية، وتمتزج معها امتزاجاً كلياً وهذا ما نلمسه في شعر الطبيعة عند عبد الخالق طه، فهو يوحدها في شعره الوصفي، ومثالنا على ذلك قصيدته (نيسان) :

 

نيسان احلام شباب روانِ

 

من ذا يكفّر في الهوى ايماني؟

متع الصبا ادنت اليّ قطوفها

 

ويلي من التفاح والرمان

ما بي عن السحر المبين تصبر

 

وانا المفرد بالجمال لساني

خذلي الامان من الجفون تواترا

 

ومن القدود وسمرة الالوان

ومن المعاني الجاثيات وراءها

 

ينطقن بالاعجاز كا لقرآن

انا ما حييت عبد قلبي في الهوى

 

لاكنت ان لم أبق عبد جناتي

نيسان ياوله الجمال دعاني

 

سحر الطبيعة فاستجاب كياني

افرغت روحي فيك حتى خلتني

 

اني اضعت على الوجود مكاني

وحسبت اني بت فيك فراشة

 

حارت مضاجعها على الافتان

ضحك المنى فتسابقت ابكاره

 

ريانة تسعى الى ريان

وشدا بياني بيك بياني اروع لحنه

 

وكذا البيان مترجم الوجدان

نيسان ما ذنبي سوى اني فتى

 

عشق الهوى والحسن في نيسان

او كان ذنبك غير ان بك الهوى

 

يلج القلوب بغير ما أستئذان(1)

والقصيدة طويلة وقد نشرت في العدد (71) من جريدة فتى العرب الموافق 21 نيسان 1952 والملاحظ في القصيدة انها التزمت شكلاً تقليدياً يقترب من الاشكال التي جاراها شعراء الكلاسيكية الجديدة في الموصل من امثال عبد العزيز الجادرجي واسماعيل حقي فرج وغيرهما دون تنويع في مقاطع البنية الشعرية كما الفعل الرومانتيكيون الجدد من الشعراء الأ ان المعاني التي تناولها الشاعر معان جديدة على الكلاسيكية الجديدة وتقرب من المعاني التي تناولها الرومانتيكيون الجدد ولغة الشاعر ايضاً وتراكيبه بسيطة عذبة خالية من التكلف تجري سلسبيلاً عذباً وهي تتجه الى القلب، وهذا التأرجح بين الكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية الذي نجده في شعر عبد الخالق طه يعود الى العلاقة الحميمة التي تربطه بامثال هؤلاء الشعراء من مرتادي الندوة العمرية امثال اسماعيل حقي فرج وذنون الشهاب، وما نجده من انفصال بين الشكل والمضمون، حيث الشكل التقليدي والمعاني الرومانتيكية نجده عند شعراء تلك الفترة ولاسيما ذنون الشهاب. واذا أمعنا النظر في القصيدة، نجد ابياتاً وعبارات حسية الى جانب مشاعر صوفية موروثة مثل قوله في لبيت الثاني:

متع الصبا ادنت اليّ قطوفها                ويلي من التفاح والرمان

وقوله في البيت الثامن:

افرغت روحي فيك حتى خلتنني        اني اضفت على الوجود كياني  

ومثل هذا التوزع الحسي والتآلف الصوفي نلمسه متراوحاً في القصيدة كلها، بل وفي شعر عبد الخالق طه كله حتى انه ينهي قصيدته مع هذا التمازج الحسي والصوفي معاً حيث يقول:

علقت بها الآمال فهي روان

وهفت لها الاشواق فهي دوان

وكأنما زهر الرياض منوراً

قبل السماء طغت على القيعان

وترنم الاطيار في سبحاتها

من فرحة ترنيمة الرهبان

أنى التفت ترى الهوى متفجراً

في الارض في الاجواء في الانسان

ولا يقف هذا الترواح بين الكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية في وصف الطبيعة فقط وانما يتجاوزه الى شعر الغزل ايضاً، بل هو فيه اشد ظهوراً ومقايسة، فالشكل تقليدي لاجدة فيه والمعاني تتراوح بين الرؤية التقليدية في الغزل الى جانب ابيات تحمل رؤية جديدة في الحب لم نجدها في شعر الغزل عند الكلاسيكين الجدد من الشعراء في مدينة الموصل، فاذا ما اخذنا قصيدة (نهاية) (المنشورة في العدد 50 من جريدة فتى العرب في 19/11/1951) والمهداة (الى التي يصيبني منها تمرد مرير) نجد البداية تقليدية تماماً حيث يقول الشاعر:

كفى الملام فقد شيعت احلامي

 

وصفت من ادمعي تابوت ايامي

ما أنت أول أنثى لوعت كبداً

ولست آخر رئم أخطأ الرامي

من عادة الغيد نجل بعد بسط يد

وعادة الدهر نقض بعد إبرام

جناية ان أرى الآمال ناضرة

تسير قدام عيني نحو إعدام

لقد تقولين يوماً بعده فرج

او انها بعض ايام وايام

 

وينتقل فجأة من هذه المعاني التقليدية والصور المكررة الى رؤية حية صرفة حيث يقول:

وكيف لي بالعيون السود اجحدها

ومن سنى سحرها وحيي والهامي

بل كيف بالبرعمين اشتد اسرهما

وخير عمري عند البرعم النامي

فانت خمري وزادي بل هو رئتي

وانت عطري وطهري بل وآثامي

لكن بي كبرياء ولا تطاوعني

ان استريح لحب فيه إرغامي

وفي الزمان رجاء ان يروضني

على السلو وان يجتث ارغامي(2)

ان هذا التمازج بين التقليدي والجديد يفقد الهوية الخاصة لقصائد عبد الخالق طه اذا لم يسيء اليها. وهذا ما حدا بالدارسين الى اغفاله اذا استثنينا دراسة ذنون الاطرقجي في دراسته عن الشعر في (موسوعة الموصل الحضارية، الجزء الخامس) الذي اكتفى بمجرد فقرة صغيرة عنه اثناء حديثه عن الشعراء المتأثرين بالرومانتيكية في (ص379) هذا فضلاً عن ان العديد من دارسي الادب والمهتمين بالشعر لايعرفونه اطلاقاً. وقد شقيت جداً في جمع المعلومات عنه لكتابة هذه الدراسة.

والامثلة على ذلك كثيرة في شعره نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قصيدته (من مجيري) والتي اهداها الى (التي اخشى عليها من نيران ثورتي) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد(48) عام 1951 ومطلعها:

واجم كالغناء فوق الرسوم           ليس يقوى رد القضاء الغشوم

    وقصيدته (مصرع قلب) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (51) عام 1951 ومطلعها:

ردي عليَّ صبابتي ودموعي      فلقد طويت على الغرام ضلوعي(3)

وقصيدته (اهواك مهما كنت) وقد اهداها الى الشاعر عبد القهار الكبيسي والمنشورة في جريدة فتى العرب العدد (59) لعام 1952 والتي مطلعها:

 عبثاً احاول ان ارد فؤادي      عن حب من اردى بعهد ودادي(4)

ويلجأ عبد الخالق طه الى اقحام المرأة في الحب وهو في اقتحامه سهم نفاذ لايستقر ولا يهدأ الا عند الاصابة، وهو في اقتحامه لايحاور او يداري وانما يواجه مواجهة مباشرة، حتى في مثل هذه المواقف التي تحتاج الى اتباع اشكال جديدة لكي يمكن الوصول الى الهدف بسرعة اكثر من الاساليب التقليدية القديمة، الا ان عبد الخالق طه، الشاعر المرهف، والعاشق المدنف، انسان مكتمل المروءة، يجابه الخصم مهما كان، ولاسيما الخصم المحبوب مواجهة صريحة لاتعرف المناورة والخبث، وخير مثال على الخصم مهما كان، ولاسيما الخصم المحبوب مواجهة صريحة لاتعرف المناورة والخبث، وخير مثال على شعره الاقتحامي هذا قصيدته (لولا الوفاء)(5) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (54) في 17 / 1 / 1951 حيث يقول:

لولا الوفاء لثرت ثورة شاك            وهتكت سترك واستبحت حماك

وثأرت منك لعزتي وكرامتي             وشفيت روحي من حجيم جفاك

لكنما القلب الوفي يردني                  عما اروم مذكراً بهواك

تدرين ما عندي من السر الذي            لو رحت افضح بعضه ابكاك

فحذار من غضب الحليم اذا طغى         غضب الحليم كشرة الفتاك

وتذكري انت التي بادأتني                بالحب لما رامني عطفاك

فعلام غدرك يا ظلوم وانما               شيم الهلوك الغدر لايخفاك

ما كنت اعلم ان حبك خدعة              وبأنني قد كنت صيد شباك(5)

ان هذه المباشرة في اللوم والتلميح والتهديد، والتعالي والاستخذاء معاً، بشكل تقليدي ومعان مستهلكة، موضوعة في تراكيب وعبارات ومفردات من مخزون الشاعر التراثي، هو الذي دفع ذنون الاطرقجي الى ذكره بفقرة واحدة لا غير في دراسته عن (الشعر في الموصل) (م.ن) قائلاً (ولابد ان نلتفت قبل مغادرة هذه المرحلة الى عدد من الاسماء كعبد الخالق طه الشعار الذي يمثل ارث شعر الحب العربي الذي يحاول التجدد متأثراً بشيء من أخيلة الرومانتيكين ولغتهم احياناً وبالكلاسيكين الجدد غالباً، وانت تحس انه يعبر عن تجربة حب صادقة وانه يمتلك ادوات تعبير موصلة، ولغته متينة التركيب على سلاستها وخلوها من الوعورة اما صوره فمألوفة والمبتكر فيها قليل(6) (ص379). ونلاحظ ان ذنون الاطرقجي بقدر ما انصف الشاعر قسا عليه فيما وضفه في صف الكلاسيكين الجدد الذين لديهم محاولات او تأثرات رومانتيكية وما نلاحظه حقاً ان لدى الشاعر قصائد رومانتيكية شكلاً ومضموناً يتجاوز فيها مرحلة شعراء الحرب العالمية الثانية، فهو فضلاً عن الصور الرومانتيكية يميل الى الاوزان الخفيفة التي تتناغم فيها الموسيقى الداخلية والموسيقى الخارجية مولدة ايقاعاً خاصاً يتعلق بالمفردة والتركيب والصورة والموسيقى معاً، حيث نجد الشاعر في قصيدة (ذرني وما كتب الشقاء لخافقي) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (56) في 31/12/1951 يلجأ الى وزن بحر فيه ايقاع حزين ينسجم وتجربته الشعورية الخاصة مع الفتاة التي يحبها، ولجأ الى صور جديدة غير مستهلكة اذا تجاوزنا الابيات الثلاثة الأولى، واختار الفاظاً مناسبة للتراكيب التي انسجمت مع الموسيقى لتولد لنا حالة الحزن التي يعاني الشاعر ومنها لغدر حبيبته به، يقول:

ياظالمي ألهبت فيّ لهيبا

في القلب لم يبرح يمور وجيبا

لما رأيتك واحتوتك نواظري

بعد النوى كالأ من ضم غريباً

فتشابكت نظراتنا وتسمرت

في بعضها ما تستطيع دبيباً

وبدا بسيماك الاسى متجسماً

ند ما على ما قد جنيت عجيباً

مابين نعمى اذاراك باذرعي

تبدي من الوله السعير ضرورباً

ثغر على ثغر وجسم واحد

حتى كأنك لاتخاف رقيباً

 

وينهي الشاعر قصيدته بهذا البيت: سيقال يوماً والغرام مخلدي كان ابن طه في الوفاء عجيباً(7) وكثيراً ما يلجأ الشاعر الى الاوزان الخفيفة الرائقة التي تقترب بقصائده من الاغنيات مثل قصيدته (سمراء) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (53) في 10 / 12 / 1951 يقول فيها:

سمراء يا فاتنة

ياسكرة الارواح

من روحك الماجنة

عرفت سحر الراح

سمراء ياخمرتي

يازينة الالوان

فداك يافتني البضاء

في النسوان

اشد واشيد الهنا

والفرحة الكبرى

او استزيد المنى

من فيك ياسمرا(8)

وقد استعان بشكل يعتمد على المقاطع المتضمنة بيتين وقد تعددت القوافي في القصيدة الى سبع قوافي مختلفة، ويلجأ عبد الخالق طه الى ما لجأ اليه الرومانتيكيون العرب من تجديدو في الصور وانسجام في الايقاع وتنوع في القوافي واعتماد على المقاطع المختلفة، ونكتفي بالنموذجين للتدليل على ما نقول هما قصيدة (اليها) من ديوان الفتى المنشورة في جريدة  فتى العرب العدد (87) في 11 / 8 / 1952 حيث يقول محتذياً حذو علي محمود طه وايليا ابي ماضي معاً:

اغمري روحي بأطياف سنائك

وأجعلي قلبي بدراً في سمائك

وذريني نغمة بين جوائك

فتهز الناس فناً والملائك

ربة الحسن فهلا تنعمين؟

ويمضي الشاعر على هذا المنوال في سبع مقاطع حتى ينتهي من قصيدته الجميلة على هذا النحو في المقطع الاخير:

 خففي من زحمة الاشواق فيا

شد ما بات الهوى فيها عتيا

رب فورات تريك الرشد غيا

وتميل الفكر في شبه انطفاء

او تصوغ الكون كالصبح رضيا

ربة الحسن فهلا ترحمين؟(9)

وقد يلجأ الى الاقتداء بالرومانتيكيين المتأثرين بالرومانتيكية الفرنسية كما في شعر خليل مطران، كما في قصيدته الطويلة (الحلم الضائع) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (63) في 18/2/1952 والمكونة من سبع مقاطع ايضاً، والملاحظ ان شعره المتكون من مقاطع يضم سبعة مقاطع دائماً، وكل مقطع من مقاطع هذه القصيدة يتكون من ستة ابيات، يقول عبد الخالق طه في المقطع الثالث من القصيدة:

يا ظلال الصفو في وادي الغرام

فيئي صباً بشمس الهجر نام

وانشري في قلبه نور السلام

شد ما لاقاه من امر الخصام

ما جمال الحب خلواً من وئام؟

أيروق البدر غشاه الغمام؟(10)

وتمضي القصيدة على هذا المنوال الرومانتيكي في توحيد المحبوب بالطبيعة كما فعل الرومانتيكيون ويلجأ عبد الخالق طه احياناً الى توحيد القافية في البيت الاخير في كل مقطع من مقاطع القصيدة، وهو شكل متجدد لجأ اليه الشعراء الرومانتيكيون، ونجد ذلك في العديد من قصائد الشاعر ونكتفي بهذا المثال من قصيدته (عيون وشفاه وشباب) المنشورة في جريدة فتى العرب العدد (82) في 7/7/1952 حيث يقول:

لمن العيون السود تمتلك النهى

كالنور يمتلك المكان فتياً

جياشة المعنى كأن بريقها

كلم يخالج خافقاً سحرياً

ابدا تفيض نضارة ووداعة

وتشع هديا للأنام وريا

فأجا بنا والسحر يرقص فيهما

متدلهاهذي عيون (الحبيب)

لمن الشفاه تفجرت رغباتها

فهفت الى صوت الشباب الحادي

ريانة الاشواق تهتف بالصبا

المخمور ان يغري عرى الاصفاد

ابدا تترجم عن فؤاد باسم

للكون لم يجبل على الاحقاد

فأجابنا والعطر ينفح منهما

كجنينة هذي شفاه (الحبيب)(11)

وتمضي القصيدة على هذا المنوال، لتعود القافية مناسبة للمقطع الاخير، في البيت الاخير منه وقد اضفى هذا التنويع الايقاعي  جمالية خاصة على القصيدة.

واذا كان الشعر الوجداني طاغياً على شعر عبد الخالق طه الشعار، فانه قد نضم في جميع موضوعات الشعر الاخرى وابدع فيها، الآ ان الشعر السياسي يقل بالنسبة لبقية موضوعات شعره وربما يعود ذلك الى طبيعته الخاصة المفتونة بالجمال، وعلاقاته الغرامية العديدة فقد كان شاباً انيقاً جميلاً يفتن النساء فضلاً عن مركزه الاجتماعي وموقعه الوظيفي.

حين انضم الشاعر عبد الخالق طه الشعار الى الندوة العمرية بلغ معه من الاعضاء ان مكان اجتماع الندوة كان في الاصلا مرآبا، فنظم هذه القصيدة موجهة الى صاحب الندوة ناظم العمري في 7/5 / 1948 واسماها (حديث الجار للجارة)، جاء فيها:

من الجار الى الجارة

حديث شاع في الحارة

من الافواه في الخلق

 غدا يهتك الستاره

وقلب الناس ياناظم

لايكتم اسراره

فقد قالوا وقد عجبوا

من العمري اطواره

كراج بات صالوناً

وامسى للنهى شاره

لعمر الحق لم نبصر

بذا او نؤت اخباره

فما عاد من الانصا

ف ان نغضب سيارة

تعالوا نطلب العفو

ويبدي الجمع اعذاره

فطوراً نشرح الحال

ونستغفرها تارة

وطورا نحمل الذنب

وطوراً خلق اوزاره (12)

ويمضي عبد الخالق طه في قصيدته المرحة هذه محاولاً استرضاء السيارة التي اخرجت من مرأبها واضحى المرآب دار ندوة للشعراء، وقد انسجم الوزن الخفيف هذا مع الاسلوب الفكه الذي عرضت فيه القصيدة. واتخذ ناظم العمري خيمة حمراء في حديقة داره لتكون مثابة لاعضاء الندوة صيفاً وتشبه الخيمة مظلة من تلك المظلات التي تستعمل على شاطيء البحر لتقي الناس وهج الشمس الآ ان قماشها من الحرير مبطن (ببرشوت) وقد استوحى اعضاء الندوة العمرية هذه الخيمة في قصائد مرحة ومنهم عبد الخالق طه حيث قال :

حسنت منك البداية

فالتمس حسن النهاية

انت ان لم تقل الشعر

وان لم تك نايه

فلقد اوتيت حساً

جل وصفاًوروايهْ

وحباك الله ذوقاً

بات للفن وقايهْ

ربّ من قفى كلاما

كان في الشعر جنايهْ

انما الشعر شعور

وسوى ذاك غوايه

فلقد اوتيت منه

مبدا فوق الكفايه

من رأى منكم (براشوتاً)

غدا للفن آيه

قل لمن لام (الكراج)

اليوم ان يبدل رأيه

فبظل الخيمة الحمراء

خفقت منايه

بين صحب لهمو

في دولة الشعر رعاية

رضخ الفن اليهم

طائعاً يبغي الحماية

سلم الذوق الذي نشأ

في حفظ العناية

كلما ملت اليه

لم تنل عيني الكفايه(13)

ونظم عبد الخالق طه في اليوم ذاته قصيدة اخرى وجهها الى إبراهيم الواعظ بعنوان (روضة العمري) في 21/5/1948   يطري فيها الندوة العمرية ويمدح اعضاءها وهي من الأوزان الخفيفة ايضاً.

وللشاعر عبد الخالق طه شعر غزلي جميل القاه في الندوة العمرية، منه قصيدته (اغنيته) والتي يقول فيها:

عربدي يا شجون فوق جراحي                     ذيل اللحن في رياض صداحي

وتهادى على مآتم روحي                          فمسائي ابان يتم صباحي

من بكى من دناه يرجو سعودا                     فأنام السعود انفض راحي

ساعة البين يالي الله منها                          كسرت يا ظلوم مني جناحي

انا مغني بسجنها يا حبيبي                         افما آن ان تفك سراحي؟

ليس بيني وبين ما انت فيه                        غير ما بين ضحكة ونواح

دماء العنقود ونشوة سكر                          هكذا العيش شقوة لارتياح

خفقي يا رياح                                     لم يعد لي سفين

في مطاوي الجراح                                بات قلبي دفين

ونظم عبد الخالق عدداً من القصائد الاخوانية وجهها لاعضاء الهيئة العمرية، منها قصيدة موجهة الى الاستاذ نعمة الله النعمة تناول فيها موضوع الخيمة ايضاً سماها (خيمة حديقة النادي، ووجه في قصيدته (حديث القلب من نعمى الزمان) تحاياه الى جميع اعضاء الندوة. ورد عليه الاستاذ نعمة الله النعمة بقصيدة اخوانية مطلعها:

انا حاضر ان جدت الهيجاء     وفنتك عبد الخالق النصراء

وقد امتاز عبد الخالق طه بشعره الوطني والقومي الملتهب تدفقاً وحماساً وعروبة عالية مثل قصيدة (حيفا) التي نظمها في 26/4/1948 اثر الاحتلال الصهاينة لمدينة حيفا وتشريد اهلها، وقد جاء فيها:

جمع الزمان مصائب الازمان                    ورمى فلسطينا بها ورماني

فكأن ثأراً عنده وكأنها                           من خيبة يئست من الاعوان

ضربت على الصدر الحريب بكفها               واستعبرت تشكو الى الرحمن

ما دار في خلد امريء ان اليهود                 تسود في زمن من الازمان

حتى تصادفت الحقيقة حولنا                     واستنزفت حيفا عن الايوان

فاذا القلوب الخائنين هنيئة                       وعلى الوجوه من الرضاء معان

وعلى الضحايا الغر في ساحاتها                 ثوب الفخار يرف احمر قان

حيفا لقد فار الفؤاد بما انطوى                    بين الجوانح من لظى الكتمان

وانهى عبد الخالق طه قصيدته القومية هذه والتي تعد واحدة من القصائد الجيدة التي واكبت النكبة بقوله:

حيفا ذهبت جزاء خلق بيننا                  وبسحر ذاك الاصفر الرنان

وجزاء اخلاق تشتت شملها                  وجزاء اطماع بدت لعيان

وهن البناء قوضت اركانه                   فمتى اخي يهب فينا الباني؟

يارحمة الله ادركينا اننا                      فلك تسير وليس من ربان

ما اكثر الزعماء حين تعدهم                 واقلهم في محنة وتفان

ومن اخوانيات عبد الخالق طه الجميلة. قصيدتاه اللتان وجههما لناظم العمري لاهدائه الاصص الخزفية لإبراهيم الواعظ صاحب الندوة اذنيه، فهدده الشاعر بهذه القصيدة الدعابية:

صبرت عنك الليالي      عسى تفيء لحالي

اقول للنفس مهلاً     فالصبر فخر الرجال

حتى تناهى اصطباري      ولم اجدك تبالي

هلا استرحنا وعدنا     لما مضى من وصال

فطاب عندك بال     وراق مني بالي

ام انت في الحق ماض     يا (ناظم) لقتالي

فـ (الواعظ) القرم يريحني     عن اليمين حيالي

وعن شمالي (اسماعيل) الذي لايبالي

ليثان فاق (روميلا)     بفنه في القتال

و (نعمة الله) خلفي      يشد ازر الرجال

ما ينثني او يبالي      او يستقر بحال

في التعبيات تراه     (منتكو مري) الفعال(14)

ويمضي الشاعر في تصوير المعركة التي وظف فيها اعظم قائد بن في حرب الصحراء الغربية ابان الحرب العالمية الثا\نية (رومل) القائد الالماني (منتكمري) قائد الحلفاء.

ونظم الشاعر عبد الخالق طه قصائد جميلة في وصف الطبيعة منها قصيدته (انشودة شط العرب) وقد اهداها الى قلب البصرة مرتع ذكريات صباه وشبابه جاء فيها:

لغة الحسن بانفاس الدجى     فانتشى يفضي بسر المغرب

واحتواه الموج صوفيا زها    بخشوع العابد المرتهب

وتراءى في فم الشط لغى         حلوة السمع كاحلام نبي

صاغها البدر فشيدا خالداً     سال في مجرى السنا المنسكب

زورق ضم ملاكين سرى     يتهادى فوق شط العرب

نخلة وسنى     بين اطياف

عاشق غنى      في الدجى الغافي

امنحيني الثغر اشهى     من بنيات الكروم

هذه المتعة ابهى     من جنان ونعيم

انت عطر شفقي     طاف في روحي يعبق(15)

ويمضي عبد الخالق طه في تنويم البحور والقوافي متبعاً الاساليب الجديدة في الشعر والتي ظهرت عند شعراء المهجر ومدرسة ابولو. وهو بهذا يعد من اوائل المجددين من الشعراء الموصليين الى جانب شاذل طاقة وهاشم الطعان.

وقد اهاب ابراهيم الواعظ بأعضاء الندوة العمرية مجاراة قصيدة صالح جودت (اغنية الوداع) التي قرأها في مجلة الاستوديو وجاءت على اعجابه. واستجاب الشاعر عبد الخالق طه وعارض قصيدة صالح جودت بقصيدة جميلة اطلق عليها اسم (اغنية الوداع) ايضاً جاء فيها:

(اسرعي الان اسرعي)     ضج - لهفان - مخدعي

ودعي عهد لذة        نشرها طي اضلعي

وجناها على فمي        ولفاها بمسمعي

كيف كنا على الرضا    ننهب اللهو مانعي

والهوى يسبق الهوى    مثل آمال مسرع

واللذاذات حولنا       ماكرات التطلع

ومن شعره الغزلي الجميل قصيدته (صلاة الغرام) وفيها يقول:

جمالك ازرى بعرش السنا     وقص جناح جمال البشر

تهادت على قدميه الفنون     وغرد فيه الشباب الاغر

وطافت به عارمات المنى     كما طاف في الكعبة المعتمر

ومن فوقه اختالت الذكريات     مواسم ما يعتريها الكدر

على شفتيك صلاة الغرام      تهوم في لذة المنتصر

وفي الصدر منك كروم الهنا       تشير التي بأن اعتصرا

وللشاعر عبد الخالق طه شعر في الرثاء يقطر اسى ولوعة يخلطه بالحكمة والتأمل في الحياة، وخير مثال نورده له(16)

في هذا المجال قصيدته في رثاء اسماعيل حقي فرج - احد اعضاء الندوة العمرية - وقد اسماها (على قبر اسماعيل) نظمها في 12 / 12 / 1948، يقول فيها:

قفوا للموت اجلالاً وحيوا          ملاك الموت في صمت الخشوع

هنا مثوى ابن ادم بعد عمر        وغيبة شمسه بعد الطلوع

يجيء الموت شباناً وشيباً          ويفترس الرفيع مع الوضيع

فلا يغررك يا ابن الأرض مال     ولاشرف الجدود او الضيع

فآخرك الثواء بشبر ارض          كأنك لم تفز سوى بالرجوع

هنا مثوى فؤادي وهو حي          فقد ملأ الفؤادا من الضلوع

أتسمع يا أخي نداء صب           عليك العمر يشرق بالدموع؟

نطارحك النشيد الاجواب            وأنت القرم في الكلم الرفيع

فقدنا فيك إسماعيل شهماً             تقي القلب ذا شرف منيع

فقدنا فيك شاعرنا المجلي            اذا دوى نشيدك في الجموع

فدم بين القلوب جميل ذكر           يهدهد صرخة القلب الفجيع

ورفرف في سماء الخلد روحا       يصبرنا على الألم الفظيع(17)

وله في رثاء إسماعيل حقي فرج قصيدة أخرى بعنوان (أخي إسماعيل) مطلعها:

أيقظت مني كوا من الأشجان       وعقلت مني يا أخي بياني(18)

ويعد عبد الخالق طه من الشعراء المكثرين في الشعر ونظرة بسيطة الى تواريخ نشر قصائده نجده ينشر في الشهر الواحد ما يزيد على الثلاث قصائد، غير ان قصائده لم تجمع في ديوان خاص وبما ان الشاعر عبد الخالق طه الشعار يعد واحداً من أفضل شعراء فترته لما اضفى على شعره جمالية خاصة متمثلة بمتانة التركيب والثروة المرجعية اللغوية الكبيرة وصدق التجربة الشعورية والرقة والعذوبة والتمسك بالوحدتين الموضوعية والعضوية، وتنوع الموضوعات. وبما ان شاعراً يمتلك كل هذه المواصفات التي تجعل من الشاعر في المصاف الاول من الشعراء، ولجهل الشباب بشعره هذه المدينة العريقة.

الهوامش:

1.   فتى العرب في 21/4/1952، ع 71.

2.  فتى العرب في 19/11/1951.

3.  جريدة فتى العرب ع 51.

4.  جريدة فتى العرب ع 59.

5.  جريدة فتى العرب ع 54.

6.  الشعر في الموصل، ذنون الاطرقجي ص 379.

7.  فتى العرب، العدد 56.

8.  فتى العرب، العدد 53.

9.  فتى العرب ع 87.

10.  فتى العرب ع 63.

11.  فتى العرب ع 82.

12.  الندوة العمرية، إبراهيم الواعظ، ص 47.

13.  الندوة العمرية، إبراهيم الواعظ، ص 52.

المصادر والمراجع:

1. الشعر في الموصل، ذنون الاطرقجي، موسوعة الموصل الحضارية، ج5، 19، ص 379.

2. فتى العرب، الموصل، ع 50، في 19/11/1951.

3.فتى العرب، الموصل، ع 51، 1951.

4.فتى العرب، الموصل، ع 54، في 17/1/1951.

5.فتى العرب، الموصل، ع 53، في 10/12/1951.

6.فتى العرب، الموصل، ع 56، في 31/12/1951.

7.فتى العرب، الموصل، ع 59، 1952.

8.فتى العرب، الموصل، ع 63، في 18/2/1952.

9.فتى العرب، الموصل، ع 71، في 21/4/1952.

10.فتى العرب، الموصل، ع 82، في 7/7/1952.

11.فتى العرب، الموصل، ع 87، في 11/8/1952.

12.الندوة العمرية، إبراهيم الواعظ، الجمهورية، 1951.

13. م.ن، ص 52.

14. م.ن، ص 52.

15. م.ن، ص 73.

16. م.ن، ص80.

17. م.ن، ص82.

18. م.ن، ص90.


 

 

 

مركز دراسات الموصل