الصفحة الرئيسة لموقع الدكتور عمر الطالب

 

سيـد أحمـد عبـد القـادر الموصلـي

1877- 1941

موصليات - العدد 11 - حزيران 2005

بقلم الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب

 

 

ولد سيد احمد بن عبد القادر بن سيد احمد الموصلي المعروف (بأبن الكفغ) عام 1877 في الموصل في محلة الجامع الكبير، وكان والده يعمل حائكاً، ومن اسرة فقيرة، نزحت الى الموصل من حلب ومن آل الكيالي فيها، سعياً وراء لقمة العيش. دخل سيد احمد الكتاب ثم المدرسة الابتدائية وتركها وهو في الصف الثاني الابتدائي، ساعد والده في الحياكة اول الامر، واحب المقام الذي كان يغنيه الحائكون في مدينة الموصل لارتباط ايقاعه مع ايقاع حركة الجومة والنول، درس قراءة القرآن الكريم على قارئين مشهورين في الموصل هما: القارئ علي حسين بن علي الصفو وابراهيم العزاوي، ودرس المقام على الملا عثمان الموصلي واحمد الزيدان، كما درس الغناء على رشيد القوندرجي. وكان أخوه سيد أمين قارئاً متمكناً ايضاً، الا انه لم يصل الشأو الذي وصل اليه سيد احمد الذي اجاد أداء كل أنواع المقام بالإضافة الى المناقب النبوية والتواشيح والبستات والطقطوقات وله فضل على تطوير المقام حيث خفف من شدته وادخل عليه الانتقالات، اشتغل سيد احمد ساعي بريد ثم اصبح موظفاً في مديرية الأوقاف، وعمل في اقامة الموالد والمناقب النبوية والتنزيلات والتواشيح في الجوامع ودور الاغنياء والمناسبات، واقام المواليد بعد صلاة الفجر في مقهى (احمد باري) الواقعة في شارع غازي، وعمل مغنياً وقارئاً للمقام ليلاً في مقهى (باباني) في باب السراي، ومقهى (حيو الاحدب) في شارع حلب، وكانت هذه المقاهي تنقلب ليلاً الى ما يسمى (بالجالغي) حيث تقدم فيها تمثيليات فكاهية مرتجلة ومقامات وأغاني بمصاحبة جوق موسيقى، وتقدم احياناً مسرحيات طويلة مثل مسرحية (يوم بؤس ويوم نعيم) عن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة، ومسرحية (عنترة) ومسرحية (مروءة العرب) التي تدور حول إيداع امرئ القيس أهله وماله عند السمؤال بن عادياء.

وقرأ سيد احمد المقام وغنى الأغاني في ملهى (كامل) الواقع في شارع حلب في أواخر الثلاثينات. سمعه الملا عثمان وهو يؤدي المقام بعد ان تدرب عليه وأتقنه، طرب الملا عثمان الموصلي لأداء سيد احمد وارتجل بيتاً من الشعر أجازه فيه لقراءة المقام، حيث قال له:

أطربتنا بصوتك يا احمد          ومثلك في عصرنا لا يوجد

تأثر سيد احمد بأداء الملا عثمان الموصلي تأثراً كبيراً كما تأثر بالشيخ (الصفتي) وقلده كما قلد سلامة حجازي في مقام (قد حلا نظمي ورق الغزل) وسجله على اسطوانة، وقلد في اسطوانات مسجلة اغاني سيد درويش وام كلثوم ولاسيما اغنية (اراك عصي الدمع) بلحنها الاصلي لعبده الحمولي. كما قلد عبد الحي حلمي غير انه لم يسجل على اسطوانة تقليده لها، واعجب بغناء نادرة وفتحية احمد وسليمة مراد وسكينة حسن وليلى مراد، وكان سيد احمد يمتلك حضوراً غنائياً عجيباً، فهو قادر على الغناء في أي وقت وفي أي مكان دون تكلف او عناء، وعندما يغني يحاول ارضاء نفسه بالدرجة الاولى فأبدع واجاد واطرب وكان ظاهرة عصره في الغناء لحلاوة صوته وسلاسة ادائه وتمكنه من علم المقام والنغم.

وعندما ذاع صيت سيد احمد في عالم الغناء، ارسلت له شركة (بيضا فون) رسولاً للاتفاق معه على تسجيل اغانيه في اسطوانات، اتفق مع (عزرا امير حكاك) عام 1924 على تسجيل تسع وعشرين اسطوانة، تقاضى على الاسطوانة الواحدة عشر ليرات، وعندما ذهب الى بيروت لتسجيل الاغاني بصحبة حكمت سيف الدين عازف العود وادمون عازف الكمان التقى هناك بالشيخ الصفتي وغنيا معا في دار صاحب الشركة (بطرس بيضا) الذي تعاقد معه مدة سنتين بعد ان سمع صوته واعجب بأدائه.

وبعد انتشار اسطوانات سيد احمد و ذيوع شهرته في المشرق العربي جاءه صاحب شركة اوديون (خشادور شاهين) الى الموصل عام 1925، وحاول الاتفاق معه على تسجيل اغانيه في اسطوانات، امتنع سيد احمد، بسبب العقد الذي ابرمه لمدة سنتين مع شركة بيضا فون، فأقنعه صاحب شركة اوديون على تسجيل الاغاني بشرط عدم عرضها للبيع الا بعد مرور السنتين، وافق سيد احمد على هذا الشرط وسجل عدداً من الاغاني تزيد على الثلاثين اغنية لهذه الشركة، صاحبه في العزف سامي الشوا على الكمان وعلي محمود على الناي والكمان ويعقوب على العود، ثم سجل اغاني ومقامات كثيرة في بغداد لشركة (بوليفون) بواسطة ضابط الايقاع حسين عبد الله، وصاحبه على العود عزوري و على القانون عبد الاحد كحلي المعروف بـ (الجحلي).

وغنى بصحبة (عزيزة العراقية) المغنية المشهورة آنذاك، والتي ارتبط معها بعلاقة عاطفية وكان يختار للمقام والاغاني الشعر الذي يعجبه، والذي انتقاه من شعر المتنبي وعمر بن الفارض والبهاء زهير واحمد افندي الفخري، وكاظم الازري والحاجري والملا عثمان الموصلي وغنى الزهيري الذي اعجب به اعجاباً شديداً ولا سيما زهيريات عبو لمحمد علي.

ومضى في الغناء حتى اواخر ايامه، حيث صاحب سيد اسماعيل وغنيا معا في حديقة باب الجسر لكي يمرن صوته بعد ان طعن في السن، ويعد سيد اسماعيل الفحام التلميذ الحقيقي لسيد احمد عني السيد احمد بتعليمه المقامات والمناقب النبوية والغناء عندما كان سيد اسماعيل صبياً لا يتعدى الثانية عشرة من عمره، كما اخذ عنه المقام والمناقب النبوية ابن اخته (سيد ابراهيم ابو زكي) غير انه لم يتمكن من المقام كما تمكن منه سيد اسماعيل الفحام. عرف سيد احمد بسرعة البديهة والارتجال في القراءة، كما عرف بالاريحية والمزاح وخفة الدم، وكان يرفض الغناء اذا طلب منه احد ذلك، ويروي عنه ملا عثمان القطان ملحاً كثيرة ممتعة وساخرة وقعت له مع المقرئين والمغنين وقراء المقام، لا مجال لذكرها هنا. اشتد المرض على سيد احمد ولم يمهله طويلاً وتوفي عام 1941 وفقدت الموصل ابرز مقرئيها وقراء المقام فيها بعد ملا عثمان الموصلي غير انه ترك ارثه في صوت تلميذه سيد إسماعيل الفحام.

وأفضل اخذ نموذج نبين من خلاله تطوير سيد احمد الموصلي لاداء المقام عن طريق الانتقادات السريعة بين مقام وآخر من خلال القصيدة المؤداة، مما يدلل على حسن تصرفه في الاداء وتمكنه من انواع المقامات المختلفة: ادى سيد احمد الموصلي قصيدة للملا حسن افندي البزاز(1) على معظم المقامات المعروفة في الموصل، خارجاً من مقام الى مقام بطريقة معجزة وصوت عذب، اداه على طريقة مقام النوى:

 

شجتني بذات البان ورق صوادح

 

 

لهن بأعلى الربوتين هدير (نوى)

 

تذكرت عيشاً بالحمى راق ظله

 

 

فطابت عشيات به وبكور (نوى)

 

فنحن ومالي غيرهن على الاسى

 

 

معين ولا غيري لهن سمير (لامي)

 

خليلي ليس الحب ما تعرفانه

 

 

فلا تحسبا ان الغرام يسير (اورفه)

 

وما هي الاّ النار تسعر بالحشى

 

 

لها كل آن لوعة و زفير (نوى)

 

تحاربني الاشواق في معرك النوى

 

 

ومالي عليها يا هذيم نصير (نهاوند)

 

نزلنا بسلع والاحبة باللوى (مخالف)

 

 

وما بيننا غير النسيم سفير (مخالف،ديوان،نوى)

وفي الحي حيّ الجزع بيض كواعب

 

 

لهن قلوب العاشقين خدور (نوى)

 

تعللني منهم على البعد نفحة

 

 

كما فاح من اردانهن عبير (نوى)

 

وتعبث في لبي احاديث ذكرهم

 

 

كما عبثت بالشاربين خمور (عشيران)

 

همو سعروا قلبي وقد سكنوا به

 

 

ففيه لعمري جنة وسعير (نوى)

 

وللاطلاع على الاسلوب الذي اتبعه السيد احمد الموصلي في ترصيع الراست بالمقامات الاخرى وكيفية تنقله من مقام الى آخر في هذه الاسطوانة لقصيدة كاظم الازري:

 

زار والليل مؤذن بالرحيل

 

 

ضيف طيف مبشرا بالقبول (راست)

 

مرحبا بالخيال حيا فأحيا

 

 

وقضى حق مغرم عن ملول (راست)

 

يا خيالاً المّ دار خيال

 

 

حل الى آل وائل من سبيل (راست)

 

ان لي بينهم فرند جمال (راست)

 

 

لاح في مرهف الزمان الصقيل (بيات)

 

شمت من وامض الجمال بروقاً (راست)

 

 

جمعت لي غرائب التشكيل (حجاز اجغ)

 

ويروق الثغر الانيق لطرفي (منصوري)

 

 

 لا على ضمة ولا تقبيل (راست)

 

يا جفوفي اما وقد بخل الغيث

 

 

فلا تبخلي بدمع همول (مقطع)

 

عللاني يا صاحبي مفندي (شهري)

 

 

سكرة من شمائل لا شمول (عريبوني)

 

ابيات فارسية

 

ابيات فارسية (بشيري)

قمر يغمر الفؤاد بمرء

 

 

آه ويشفى بريقه المعسول (سيكاه)

 

نفحتنا منه الصبا فأتتنا (راست)

 

 

بين شرخ الصبا وصفو الخليل (منصوري)

 

كنت في جانب من العيش رغد

 

 

بين شرخ الصبا وصفو الخليل (راست)

 

ما تنقصت للنوائب الاّ

 

 

يوم نادى نفيرهم بالرحيل (راست)

 

     ضربت هذين المثالين من اداء السيد احمد الموصلي للتعرف على قدرته في التصرف والتحول من نغم الى آخر بسهولة ومن دون أي تنشيز في الاداء، لتمكنه من المقام واتقانه له.

     وقد سجلت له شركة (بيضا فون) لصاحبيها (بطرس وجبران بيضا) تسعاً وعشرين اسطوانة استطعت الحصول عليها(2). اوردها مع النغم الذي اداه بها السيد احمد الموصلي.

1.      شمس الضحى (حديدي) والوجه الثاني عتابا (تلولح يا قمر)

2.      ان الذي في العقيق (حجاز ديوان)، الوجه الثاني تنزيلة (للعاشق في الهوى دلائل).

3.      شربنا ماي مدنكم (عتابا موصلية)، والوجه الثاني نوّحت خنس الهموم (مخالف).

4.      حيلي نحل (مقطع)، والوجه الثاني مالي ارى النوم (سيكاه).

5.      اهوى قمراً (توشيح صبا)، الوجه الثاني اخرجت مرّ الدمع (بستة).

6.      حمامات اللوى (بنجكاه).

7.      الله اكبر (موال)، الوجه الثاني يا خفيف المنقل (بستة).

8.      فجر النوى لاح (ابراهيمي).

9.      وين الذي (حكيمي)، الوجه الثاني عبالي ما تفارقني (حكيمي)

10.سود الليالي _جبوري)، الوجه الثاني فرحت بلمة احبابي (عتابا)

11.يا من جينك (شرقي نوى)

12.جسد ناحل (عجم عشيران)

13.قوم بنيران فراقهم (عريبوني)، الوجه الثاني يا تيل يا بو عمد (نايل)

14.زار والليل مؤذن (راست)

15.يا قلبي صبر (موشح)، الوجه الثاني دزني واعرف مقامي (بستة)

16.يا لائمي (مخالف)

17.وقفة ايها القمر (حجاز اجغ)، الوجه الثاني انا في الحب (صبا)

18.كلي خوش (مثنوي)، أي برق (باللغة الفارسية)

19.عبودي جا من النجف (بستة)، الوجه الثاني مروا بنا من تمشون (بستة)

20.قد حلا نظمي (بيات)

21.يا قلب ويش طيحك (مقابل)، الوجه الثاني يواسدني الحزن (بستة)

22.شجتني بذات البان (نوى)

23.عادي لطرق المنية (بهرزاوي)، الوجه الثاني كما البلاش (عبوذية)

24.ذكرت بها تلك الربوع (اورفة)، الوجه الثاني اين زلفت سرلجت (بستة فارسية)

25.عبالي ما تفارقني (حكيمي)، الوجه الثاني اين الذي من حمى (حكيمي)

26.يا برق (منصوري)، الوجه الثاني آه يا اسمر اللون (بستة)

27.نهضا بني امتي (موشح)

28.انت سورية بلادي، الوجه الثاني هيا ابطال البلاد (نشيدان)

29.بالقنا والقضب (نشيد)

وسجلت له شركة (اوديون) لصاحبها (خجادور شاهين) ثلاثين اسطوانة:

1.                يا من جبينك (مخالف).

2.                الا ليت شعري (ديوان)، الوجه الثاني: ادر اقداح  المدام (اورفة)

3.                أي عذر (سيكاه)

4.                يا ضما يري نار هجرك (محمودي)

5.                مقام نوريز عجم (فارسي وعربي)، الوجه الثاني (جانم بلا مالم)

6.                الا أي شمس تبريزي (اوشار)

7.                وشد يدم (قطر، فارسي وعربي)، الوجه الثاني: الولد يا بني (بستة)

8.                لا تظن عيني تنام (سيكاه)

9.                لم تجد محبتي (عشيران) مسجلة على اسطوانتين، الوجه الرابع: اسمر سمارك حلو (بستة)

10.          بك صبري وفني (حجاز اجغ)، الوجه الثاني: مروا بنا من تمشون (بستة)

11.          نظري الى وجه الحبيب (بيات مصري)

12.          تلولح يا ذهب (حكيمي)، الوجه الثاني: الله بلاني بالولع (حكيمي)

13.          طير المنيه عضني (بهرزاوي)

14.          كم قتيل (اوج)

15.          هم البقلبي (حليلواي)، الوجه الثاني: اريدك ترحم بحالي (بيات)

16.          اوميض برق (بيات)

17.          لو تسمع العود (صبا)

18.          يا محرم الصب (مدمي)

19.          يا من تحل بذكره (جاكاره)، الوجه الثاني: اشرق البدر علينا (جاكاره)

20.          لا تلوم الورقاء (بنجوكاه)

21.          جيبي سرق من عيني (عبوذية)، الوجه الثاني: حمل الريل وشال (بسته)

22.          نحرني الخشف على المورد، الوجه الثاني: شنهي اللي نجدك يا علي

23.          اين زلف (فارسي/ بنجكاه)

24.          لك في الحي هالك (راست مصري)، الوجه الثاني: بالقنا والقضب (نشيد)

25.          عبودي جاء من النجف (عبوذية وبستة)، الوجه الثاني: يا صياد السمك

26.          يا ناس والله انمرد دلالي (سيكاه وبسته)

27.          انت سورية بلادي، الوجه الثاني: نهضا بني امتي (نشيدان)

28.          اشرق جبينك (حديدي)

29.          لو دملات البلضمير (مكابل)

30.          يا خفيفة المنكل (بستة)، الوجه الثاني: دزني واعرف مقامي

وسجلت له شركة (بوليفون) لصاحبها (عزرا امير حكاك) ست اسطوانات:

1. غصن بان (اورفه)، الوجه الثاني:يا ولد يا ولد (بسته)

2. بدور ثم تبدت (صبا)، الوجه الثاني:نسختم بحبي (صبا)

3. قسماً بحفظ عهودكم وودادي (بيات)، الوجه الثاني: يا منى القلب (توشيح)

4. خيزران القد (مارش)، الوجه الثاني: زمزملي (مارش)

5. ايها الاخوان يا اهل الفطن (نشيد)، الوجه الثاني: نسختم بحبي (صبا)

6. مدحا لحضرة خير العرب والعجم (راست)

 

من التوثيق الذي قدمناه لمقامات السيد احمد الموصلي نجده قد اجاد اداء جميع المقامات بينما لم يجد غيره من معاصريه او اساتذته الا انواعا محدودة من المقام، هذا بالاضافة الى اضافاته الفنية للمقام كتخفيفه بعد ان كان ثقيلاً وسرعة الانتقال من مقام الى آخر مع جودة في الاداء مما لم يسبقه اليه احد من قراء المقام في الموصل.

وغنى السيد احمد جميع انواع البستات العراقية مثل (آه يا اسمر اللون، حيك يابا حيك، فوق النخل) هذا بالإضافة الى انه غنى من الحان الملا عثمان الموصلي التي اخذها سيد درويش وارتبطت به مثل (زوروني بالسنة مرة وطلعت يا محلى نورها) وغنى الاغاني ذات الطابع الموصلي الصميم مثل (بالله افرشوا له بصدر الايوانا).

وكان السيد احمد يتقاضى مائة فلس فقط عن غنائه كل ليلة في مقهى باباني، وفي الصباح يقرأ مولداً في مقهى احمد باري، ولكثرة سهره في الليل ونومه في النهار اصيب بمرض في عينيه جعلها تدمع دائماً، وكان اقبال الناس عليه كبيراً، ويقيم الى جانب عمله المذكور آنفاً حفلات غنائية وحفلات موالد، وكان لا يتفق مع طالبيه الا بعد ان يتأكد من وجود وقت لديه وكثيراً ما اجل اقامة حفل او مولد شهراً كاملاً لكثرة الطلبات عليه.

وكان عالي النفس رقيقاً محباً لمساعدة الغير، يذكر انه رأى متسولة تتسقط الاحسان، وقف الى جانبها وانطلق في الغناء فتجمع الناس حولها ورموا لها (الروبيات) حتى اذا جمعت كفايتها تركها وانصرف، وكثيراً ما احي حفلات زواج او ختان للفقراء مجاناً ودون مقابل(3) وجاءت شهرته (بالكفر) عن روايتين اولاهما انه كان سريع الغضب فيشتم فقيل له كفرت. والسبب المعقول انه ينتسب الى عائلة الكيالي وترجع الى (احمد الكيالي313هـ) وهو من دعاة الاسماعيلية، الذي ادعى لنفسه الامامة ومن ثم انه القائم، وقد توالت عنه الافكار الفنوصية المتأثرة بالأفلاطونية المحدثة والتي كانت سبباً بتكفيره. وعلى رأي انه هو احمد الحكيم من ولد الحسين بن علي بن ابي طالب(4).

الهوامش:

1.                ديوان البزاز، اعده وقدمه فاتح عبد السلام ص 140. دار الحرية بغداد. 1988

2.                سمعتها عند السيد سالم شيت الحداد الذي يملك مكتبة موسيقية نادرة للتراث الموصلي.

3.                عن ثامر عبد الرحمن الحاج يونس/ تورنجي في الصناعة وقاريء مقام. مواليد عام 1933 تتلمذ في قراءة المقام علي سيد اسماعيل وعزيز خياط.

4.                سيد احمد موصلي، قصي حسين آل فرج. جريدة الحدباء، 1994.

 

 

 

مركز دراسات الموصل