الصفحة الرئيسة لموقع الدكتور عمر الطالب

 

إلى روح أستاذي الدكتور عمر الطالب رحمه الله

أ.م.د. محمد صالح رشيد الحافظ

جانب من كلمة الأستاذ في الحفل التأبيني الذي أقيم للأديب الراحل الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب

 

خاطرة وفاء

 

يا أيها العادلون

نريد قليلاً من الصمت عسى يحضر الغائبون

ونريد كثيراً من الحب كي يسلك الآخرون

قفوا كلكم

لنمسك غصناً أخيراً من شَّجرة الحب الذابلة

وأجلو عنها الخريف...

ليست الشجاعة أن تقول كل ما تعقد...

لكن الشجاعة أن تعتقد بما تقول...

بين هذا وذاك أجلسوا عمر الطالب..

لقد قال وأعتقد..

فرمى أحجارا وسط البرك.. حين كانت تصفر وتلهث مناهج التدريس..

فتدافع وناور وراوغ كي يسمع الصم والبكم أحاديث أهل القمم..

أيها العادلون..

يحضرني مشهد طوته عباءة السنين..

تلميذ أنا، صغير بحجم كف تنين.. وهو العملاق المتأنق في الأربعين..

قميصه زاه لونه.. وسبحته لها ألق تصدر إيقاع الرضا تارة، وتارة إيقاع مطرقة....!!

قال: ماذا قرأتم..؟؟

قال بعضنا -ونحن يومئذ جيل يقرأ- لقد قرأنا لجيران وطه حسين والعقاد والسياب والبياتي والجواهري وفكتور هوجو وجاك لندن وهمنغواي وو.....

فابتسم وقال: مازلنا بحاجة إلى ثقافة تأسيس.. فلا تكتفوا بثقافة القراءة....

أيها العادلون....

ما زال ما كتبته وسمعته منه، لمة حياة..

أشعر حين أتصحف الوريقات بأنفاس صدى أيام عمر، تقول:عليكم بالبقية والمشوار...

فتتدحرج دموع الأصفياء.. أية بقية.. يا عمر.. وأية مشوار؟؟

لقد بدأ طريق المشوار يضيع من تحت أقدامنا...

يريد بعضنا يبيع كتبه وثقافته خوفاً على نفسه...

وإن لم يكن بعضنا باعها طمعاً بكرسي وفتافيت هامبوركر ماكدونالد

آه.. يا أستاذ الزمن الجميل.. ليرحمك الله ويسكنك فسيح جناته...