الصفحة الرئيسية . موقع الدكتور عمر الطالب

 

 

عمر الطالب يتحدث عن أوراق مفقودة في

ذاكـرة ثانيـة: ولـع بالقـص وتفـوق فـي الرياضيـات

 

 

فكتبت وأنا طالب في الكلية مائتي قصة، نشرت منها عشر قصص فضلاً عن قصة كتبتها عام 1969 فأثارت المجموعة التي صدرت باسم (خمسينات أضاعها ضباب الأيام) عام 1971 ضجة كبيرة في الموصل وكنت وقتها رئيساً لقسم اللغة العربية في الموصل وخشيت أن تؤثر على مكانتي وأنا تدريسي في الجامعة وما أدهشني حقاً أنني نشرت بعض هذه القصص في صحف عراقية في الخمسينات ولاقت ترحيباً من قبل القراء.

وكنت قد كتبت رواية بعنوان (ألف ألف مسيح) وقرأها غانم الدباغ وعدها أفضل رواية قرأها عام 1969 في حديث له مع جريدة الجمهورية إلا أن الرقابة رفضتها فقدمت رواية أخري بعنوان (الأحداق المجروحة) حذفت الرقابة نصفها وصدرت عام 1976 وكتبت عام 1970 روايتين وفعل الرقيب فيهما ما فعل بالروايتين السابقتين فجمعتهما في كتاب واحد حمل عنوان (إنسان الزمن الجديد) ومع هذه الرواية ألحقت الرواية الأخرى التي حذف الرقيب نصفها بعنوان (من الذي يأتي ؟) وصدرت عام 1981.

إلا أن هذه الخيبة لم تفت في عضدي واستمررت في كتابة القصة والرواية إلا أن الصحف والمجلات العراقية نشرت القليل منها في الوقت الذي نشرت دراساتي النقدية على نطاق واسع.

ووجدت فرصتي عندما أوفدت للتدريس في الجامعات المغربية فنشرت رواية كتبتها عام 1969 باسم (صراع على مشارف قلب) عام 1986 ومجموعتين قصصيتين (القرب والمدى) و(البحر الحزين) عام 1987 ومجموعة قصصية أخرى باسم (القمر وصيادو السمك) عام 1990 و(نقطة ضعف) عام 1993 و(الجد والفرس المحتضرة) عام 2003 وعدت إلى العراق وأصبح السفر متعذراً والحصار خانقاً والتضخم قاتلاً فانصرفت إلى كتابة القصة القصيرة والرواية وكتبت عشرين مجموعة قصصية تضم الواحدة خمس عشرة قصة وعشر روايات قدمتها للنشر فرفضت لأنها لا تسير في الخط والاتجاه السياسي العام آنذاك ووافقوا على نشر رواية (انزياحات الرغبة وصاحب اللحية السوداء) وقامت الحرب ولا أدري ما حل بالرواية الآن.

وأنا أسعي الآن إلى نشر هذه الروايات والقصص التي نشر بعضها في صحف ومجلات عراقية وأجنبية بعد الحذف منها وعلى سبيل المثال حذفت الصحيفة نصف قصة (موت الرجل الغريب) إلا أن كبت حريتي الشخصية هذا زادني استمراراً على الكتابة والقراءة والتدريس في الجامعة على الرغم من العقبات التي وضعوها أمامي.

وقد ازدهرت القصة في الموصل وظهر كتاب شباب مثل سعد البزاز ومحمود جنداري وفاتح عبد السلام وحمد صالح ونجمان ياسين ويوسف الصائغ ونزار عبد الستار وثامر معيوف وأمجد توفيق وسالم العزاوي ومحمود سعيد وجاسم الرصيف وحسن مطلك وغيرهم.

وظهر مبدعون من الشباب في الموصل يمثلون جيل الهزيمة والجوع والتضخم والإذلال لا يمكن لباحث جاد أن يقيمهم إلا بعد عقد من الزمان على الأقل خوف أن ينصرفوا عن الكتابة كما انصرفت أجيال من قبلهم ولم يصدروا غير مجموعة واحدة أو بعض قصص منشورة هنا وهناك.

 

شاهد النص كاملا