العودة للصفحة الرئيسة . موقع الدكتور عمر الطالب

 ومضى عامان

بقلم سامر الياس سعيد

shmoail_sh@yahoo.com

 

في 21 أيار الجاري مضى عامان على ذكرى رحيل الناقد والروائي والموسوعي الأستاذ الدكتور عمر الطالب فيما بقيت المدينة تهيل التراب على ذكرى أدبائها ومثقفيها وتمضي طائعة نحو نفق مظلم لا بصيص للأمل في نهايته وتبدو أوضاع المدينة سيئة إلى الحد الذي يبدو فيه تذكر يوم وفاة الدكتور عمر الطالب مجرد فنتازيا لا تليق بمدينة تصعد بإرادتها للهاوية..
في الذكر
ى الأولى لرحيله حاولت أن اكتب تحقيقا استطلع فيه آراء من جيل هذا الأكاديمي والقاص ولكنني وجدت من الصعوبة العثور على أدباء تتسع لأرائهم الصريحة بشان الدكتور الطالب الذي فيما يبدو انه حفر أخدودا بينه وبين بعض من أدباء المدينة حينما أهمل ذكر أسمائهم في أخر مؤلفاته التي حملت عنوان موسوعة إعلام الموصل ويبدو انه أراد أن يمضي بسرعة فيما لم يمض على صدور هذا المؤلف سوى بضعة أشهر تبدو كفارق بين الصدور والرحيل لكن لهجة الانتقادات مازالت تتوالى حول هذا الجهد العلمي المهم الذي لا يمكن أن ينتهي مع نهاية كاتبه بل على الآخرين المضي في ذات السبيل لتعضيد أمر مثل هذه الموسوعات في سبيل رد العرفان للذين تستقطبهم الكواليس أو ممن أرادوا بإرادتهم أن يكونوا جنودا مجهولين يرفدوا الساحة الأدبية بنصوصهم ونتاجاتهم دون أن يكونوا في مواجهة الأضواء التي يتنعم بها نظرائهم في دول مجاورة أو قصية..

ونعود للطالب الذي كان مشوار حياته حافلا بالكثير من المنجزات وسيرته الأدبية زاخرة بالمؤلفات فضلا عن حقيبته العلمية التي كان فيها مشرفا وعضوا في لجان الإشراف على الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه ومع هذا الكم من الشخصيات الأكاديمية التي خرجت من جلباب الطالب فكان الوفاء عنوانا للبعض منهم حينما أرادوا أن يستذكروا محاضراته أو يؤرشفوا أيامه الجامعية معه فضلا عن لفتة وفاء زاخرة قدمها احد طلبته حينما قدم عبر الشبكة العنكبوتية موقعا حمل اسم الأكاديمي العراقي والموصلي المعروف ليجمع من خلاله صورا وثائقية وكتابات دونت لذكراه ووفاءا لسيرته التي ملأت الأفاق..

لا أجد وأنا في حضرة الذكرى الثانية على وفاته سوى أن أتامل باستغراب الساحة الأدبية خصوصا في مدينتنا التي لم نسمع من خلالها أي لفتة وفاء للراحلين فضلا عن استغلال مناسبات تبدو اغلبها انتخابية للاحتفاء بشخصيات أخرى لها وزنها وقيمتها أو الإعلان من خلال تلك المناسبات عن أفكار يطلقها السياسيين ولكنها تبدو من خلال حديثهم خيالية أكثر خصوصا في إطلاق الموصل عاصمة للثقافة العربية أو العراقية فيما أن المرجو من خلال هذا الإعلان سوى التأكيد أن الموصل تنعم بأمن واستقرار قد يبدو بعيدا كليا عن الواقع فلا أمن تتنعم به المدينة لا استقرار يعيشه المواطن الموصلي الذي بات يومه ينتهي عند حدود الساعة السادسة مساءا حينما يقفل إلى بيته راجعا ومقفلا بابه عن الانطلاق للحياة التي تنطلق وتتألق في مدن مجاورة أو بلدان أخرى لا تبعد مدنها عن الموصل سوي بضعة سويعات..

 

نقلا عن جريدة الزمان

Azzaman International Newspaper - issue 3608 Date 1/6/2010

جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3608 - التاريخ 1/6/2010